عن عمر -رضي الله عنه-

عن عمر -رضي الله عنه- قال: “نُهينا عن التكلف”.

وفي التنزيل قول رب العالمين: “وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ”.

ومكلِّفُ الأشياءِ ضدَّ طباعها ** متطلِّبٌ في الماءِ جذوةَ نارِ

وأسرَعُ مفعولٍ فعلتَ تغيرًا ** تكلُّفُ شيءٍ في طباعكَ ضدُّهُ

كن أنت؛ في باطنٍ وظاهرٍ، لا تلبس ثوب غيرك وإن كان أبهى.

هذا نبيك يقول: “ما أحب أني حاكيت إنسانًا، وأن لي كذا وكذا”.

أما تكلفك الخير في نفسه -بلا محاكاةٍ- حتى تبلغه؛ فمقامٌ كريمٌ.

“إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، من يتحرَّ الخير يُعطَه، ومن يتوقَّ الشر يُوقَه”، “ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق؛ حتى يُكتب عند الله صديقًا”.

صباح قلوبكم راحةٌ. ما يتعب

صباح قلوبكم راحةٌ.

ما يتعب قلوبنا؟ وما يريحها؟

هذا تعب قلب رسول الله، وتلك راحته.

روى البخاري -رحمه الله- عن جريرٍ -رضيه الله- قال:

“كان بيتٌ في الجاهلية يقال له: ذو الخُلَصَة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية، فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا تريحني من ذي الخُلَصَة؟ فنفرت في مائةٍ وخمسين راكبًا فكسرناه، وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فدعا لنا ولأحمس”.

قال ابن حجر -رحمه الله- في شرحه:

“والمراد بالراحة راحة القلب، وما كان شيءٌ أتعب لقلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من بقاء ما يُشرَك به من دون الله تعالى”.

هذا قلب نبيكم؛ لم يتعبه إلا الشرك بالله، ولم يُرِحْه إلا أن تُدمَّر أوثانه.

ألا إن من رضي بمحمدٍ رسولًا؛ أتعب قلبَه ما أتعب قلبه، وأراحه ما أراحه.

“وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا”. “مَا

“وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا”.

“مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ”.

“فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ”.

“فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ”.

“الْأَخِلَّآءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”.

لولا ما بالأصدقاء من هناء النعيم؛ ما أوجع الله بفقدهم أهل الجحيم.

أحبكم.. يحبكم.. محبكم. ما حيلتي

أحبكم.. يحبكم.. محبكم.

ما حيلتي وأنا امرؤٌ أهوى الهوى؟!

أحبُّكمْ حبَّ الشحيحِ مالَهُ ** قدْ ذاقَ طعمَ الفقرِ ثمَّ نالَهُ

إني -وخلَّاقِ القلوب- لأجوع إلى أحبتي وأظمأ، ولا أعدل بهم شيئًا.

محوت دعاء “اللهم اهد قومي؛ فإنهم يستهبلون”؛ فإن محوه -وإن لم يكن به بأسٌ- على التحوُّط لمقام الدعاء أعْوَنُ، وعن خُلْف الأحبة وشقاقهم أصْوَنُ.

وإن أخاكم لمن أقصر الناس نفَسًا في مخالفة الأحباء؛ إلا على باطلٍ محضٍ صاننا الله عنه أجمعين وزاننا، وبارك في هداه مودتنا، وحفظ على رضاه أخوتنا.