اسكت أو تكلم، اسكن أو

اسكت أو تكلم، اسكن أو تحرك؛ يبقى عداؤهم لك ما بقيت لله وليًّا.

إنهم يحاربون الإسلام الذي في صدرك، يقاتلون العقيدة التي برأسك.

هذه الرصاصة التي يسدِّدها الكفر إلى صدرك؛ لِمَا رسخ فيه من الولاء.

تلك الشظايا التي أنفذها الطاغوت من رأسك؛ لِمَا ينفذ من رأسك من براءٍ.

ليس الشأن في لحيةٍ إذا حلقتها سكتوا عنك، ولا صوتٍ إذا خفضته قبلوا منك.

يا صديقي؛ سوى دهشاتك المُمِلَّة التي لا تنقضي؛ لا جديد بين ضجيج المَعْمَعَة.

إنه شنآن الحق مهما لطُف في خفاءٍ معناه، ومنابذة الطُّهر مهما رقَّ في جلاءٍ مبناه.

قال: أي المصائب أعظم يا

قال: أي المصائب أعظم يا أبت، وعافاك الله؟

قلت: سلَّمك الله من المصائب ما عظُم منها وما حقُر يا ولدي؛ أن يهون عبدٌ -بإسرافه في خطاياه- على مولاه، فيَكِلَه -غيرَ ظالمٍ إياه- إلى شهوته وهواه؛ ذلك أعظمُها، يا بني؛ كل البلايا دون دينك عافيةٌ.

فيما بقي من ساعة الإجابة:

فيما بقي من ساعة الإجابة:

يا مولى الغيث والغوث؛ سلِّم أسرانا.

كفى بالله شهيدًا بيننا وبينكم؛ يا كفرة الحُكم الفجرة.

في مصر دون سجون اليهود؛ أسرى يُزهقهم برد الشتاء الشديد.

زنازين تغمرها الأمطار؛ فتفعل في مسكونيها وفي ثيابهم وأغطيتهم الأفاعيل.

أسرانا يا مولانا؛ اجعل شدائد الشتاء فداءً لهم من زمهرير جهنم؛ حتى تنجِّيهم قريبًا أجمعين.

يا شرَّ طواغيت الأرض؛ إنما الدنيا من أولها إلى آخرها يومٌ واحدٌ فانٍ، وإن من ورائها دارًا لا تفنى أحقابًا، وإن إلهنا إذا جمعنا وإياكم؛ أثابنا برحمته نعيمًا يُنسينا كل بؤسٍ ذقناه، وأثابكم بانتقامه جحيمًا يُنسيكم كل نعيمٍ ذقتموه؛ فما أرضانا يومئذٍ وأشقاكم! أمكن الجبَّار منكم ولعنكم في الدارين لعنًا كبيرًا.

يا حبيبي؛ إنما التوبة إلى

يا حبيبي؛ إنما التوبة إلى الله لأنه ربٌّ وأنت عبدٌ؛ هو ربٌّ مستحقٌ -بجماله وجلاله وكماله- لتوبتك من طاعةٍ تركتها أو معصيةٍ اقترفتها، وأنت عبدٌ لا ينبغي لك -ظلومًا جهولًا مفتقرًا- إلا المتابُ على كل أحوالك وجميع أحيانك؛ وليست التوبة لجَلْب نفعٍ أو دَفْع ضُرٍّ من أمور نفسك ومعاشك، وإن كان من آثار التوبة حُصولُ ما وعد الرحمن به عليها من جَلْب منافع النفس والمعاش ودَفْع مضارِّهما وغير ذلك من الرحمات والبركات؛ لكنْ إذا تنازعت نِيَّتان فأَولاهما أُولاههما، والتعبد لله باسمه “الأوَّل” موجبٌ أن يكون هو المقصودَ الأوَّل في الإنابة؛ طُوبى لمن جرَّد توبته فاهتدى، وبالله لا بغيره فيها ابتدا.

يا توَّاب لا توَّاب سواك؛ عرِّفنا بنفسك وما ينبغي لها، وبنفوسنا وما يليق بها، وقنا غَشَيان مغاضبك باطنةً وظاهرةً، وتب علينا -كلما شردنا- لنتوب، واقبل منا توباتنا على عَلَّاتها؛ لا إله إلا أنت.

إذا مررت بشبه إنسانٍ يشفق

إذا مررت بشبه إنسانٍ يشفق على منتحرٍ ولا يشفق على قتيلٍ للطواغيت؛ فابصق عليه فقد فجر البليد، وإذا مرَّ بك شبه حيوانٍ يرى للإلحاد وأهله ما لا يراه لله وأهله؛ فأمسك عنه بصاقك فقد كفر البعيد.

ما بقي في عقلي ما

ما بقي في عقلي ما أفهم به تفريط المتحابِّين في الوصال طَوعًا واختيارًا!

إنَّ من ذاق الحبَّ الَّذي هو الحبُّ بالذَّوق الَّذي هو الذَّوق؛ أخطأ الجفاءَ وإنْ قصَده.

إنِّي -وقد تجرَّعت مرارات الفقد كثيرًا وطويلًا- لا أعقل هذا؛ كذَب المفرِّطون وإنْ حلفوا.

يا أرباب الشهادتين خيرَ سُكَّان

يا أرباب الشهادتين خيرَ سُكَّان الأرض جميعًا؛ هَلُمُّوا إلى فائدةٍ وضراعةٍ.

حقُّ “لا إله إلا الله” إفراد الإله الأكرم بالإخلاص لوجهه الأعلى في كل قولٍ وعملٍ وهو توحيد العبادة، وحقُّ “محمدٌ رسول الله” إفراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالموافقة فيها وهو توحيد الاتباع.

اللهم لا تغادر من أعمالنا مثاقيل الذَّر فما دونها؛ إلا حفظتها بالإخلاص ابتغاء توحيدك، وأحطتها بالإحسان ابتغاء اتباع نبيك، واعصمنا في كل عملٍ بصرتنا بفضله ويسرته بفضلك؛ من الرياء والعُجب باطنًا، ومن الابتداع والسُوء ظاهرًا، ثم اجعلها ذُخرًا لنا عندك يوم التغابن؛ لا إله إلا أنت.

نفي الفصاحة عن كثيرٍ من

نفي الفصاحة عن كثيرٍ من الألفاظ العامية سهلٌ؛ أما نفي العربية عنها فصعبٌ، ومن طال نظره في معاجم العربية القديمة قصُر إنكاره كثيرًا من الألفاظ العامية؛ لكنَّ إثبات عربية هذه الألفاظ لا يُسوِّغ عربية كثيرٍ من استعمالاتها الحادثة؛ علَّمنا الله لسان القرآن والسنة المبين، وأدَّبنا بآدابه أجمعين.

وماذا عليك لو دعوت الله

وماذا عليك لو دعوت الله كل ليلةٍ؛ أن يغفر برحمته لمن مات فيها من المسلمين!

صلةً لرَحِم الإسلام بينكم، وعطفًا على عبادٍ عَدِموا الحِيَل، وتقديمًا لنفسك إذا صرت مصيرَهم، واستكثارًا من الحسنات فكَم يموت من الموحِّدين كل ليلةٍ! وذِكرًا لهادم اللذات وإنما النوم الوفاة الصُّغرى، وتأسِّيًا بنبيك وقد قطع نومه بليلٍ فوصل الموتى بزيارةٍ -لا بدعاءٍ مجرَّدٍ- ولا غَرْوَ؛ فإنه أوفى العالمين حبًّا لمن أحب ومرحمةً، لا يشغله حيٌّ منهم عن ميتٍ؛ صلى الله عليه وسلم.

اللهم إني أسترحمك وأستغفرك لمن أتاك الليلة -ومن يأتيك غدًا- من إخواني فيك.