أكثر الناس يخاف الموت والقبر

أكثر الناس يخاف الموت والقبر خوفًا نفسيًّا مخيًّا، كخوفهم المرعبات جميعًا.

إنما الخوف النافع المؤمنين؛ ما حجزهم عن المعاصي، وبعثهم على الطاعات.

تأمَّل قول نبيك -صلى الله عليه وسلم- الذي لا أبلغ منه: “اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك”؛ اللهم خوفًا من ذلك النوع الممزوج بمعرفتك، وقدْرًا منه يزجرني عن عصيانك، ويردني إليك كلَّ زللٍ أوَّاهًا منيبًا.

قال صديقي: لا يكاد يصفو

قال صديقي: لا يكاد يصفو لي من نعيم الدنيا شيءٌ؛ فأي شيءٍ هذا!

يا حِبَّ أخيك؛ هنيئًا لك! إن الله إذا أراد بعبدٍ خيرًا كدَّر عليه نعيم الدنيا؛ لئلا يطمئن بها فيركن إليها، وإذا أراد بعبدٍ سوءًا صفَّى له نعيمها، فاطمأن بها فركن إليها.

إنما الشأن أن يصفو لك النعيم الخالد، فأما نعيمٌ يزول وإن صفا فلا.

يقولون: لا تُوصِ حريصًا. من

يقولون: لا تُوصِ حريصًا.

من كان على أمرٍ له حريصًا؛ لم يُوصَ به، كفى بحرصه عليه في تحقيقه سببًا.

كيف يستعجل العبد ربه!

لا أعلمَ بحاجاتك ما جلَّ منها وما دقَّ إلا ربك، لا أولى بك في قضائها من ربك.

كيف تستعجل إذن ربك!

إنما أُمرت بالدعاء تشريفًا لك بسؤال ربك، ولتكون إذا استُجيب لك فيه سببًا.

نستغفر الله من جهلنا به.

بك أنزلنا حاجاتنا ذا الجلال والإكرام، لا نستعجلك قضاءها، إنما طُمأنينتنا بك.

ربُّنا بنا أخبر وأقدر وأرحم.

أيها الناس؛ ليُعْلِم الشاهدُ منكم

أيها الناس؛ ليُعْلِم الشاهدُ منكم الغائبَ أني حمزة بن السيد بن محمود آل أبي زهرة؛ أُكَفِّر على التعيين كل منتسبٍ إلى الإسلام بالغٍ عاقلٍ يقول: إن للُّوطِيِّين والمُسَاحِقَات في الإسلام حقوقًا، وألعنه بلعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

لله لا تُصوِّروا الموتى، أعتقوا

لله لا تُصوِّروا الموتى، أعتقوا هازم اللذات من أصفاد المادة لوجه الله.

ما كفى الأحياءَ تصويرُ أنفسهم على كل الأحيان والأحوال؛ حتى بلَغوا الموتى.

أكلُّ ذي مهابةٍ بيننا منتهَكٌ حتى الموت! هلَّا استبقينا حُرمته علَّها تنفع!

في عبادتك الله؛ لا تستقبل

في عبادتك الله؛ لا تستقبل الناس ولا تستدبرهم؛ إنهم ليسوا شيئًا.

تعمُّدك إهمالَهم كتعمُّدك الاعتناءَ بهم؛ لو كنت بقوانين الحب عبدًا فقيهًا.

أفرأيت إن صلَّيت في حظيرة غنمٍ؛ أكنت تعبأ بهن إقبالًا أو إعراضًا!

أيُّكم يشتهي الوفاة في صلاةٍ

أيُّكم يشتهي الوفاة في صلاةٍ عباد الله!

في قيامها، أو في ركوعها، أو في سجودها، أو في جلوسها، أو في تشهُّدها.

توهَّم نفسك مبعوثًا يوم القيامة ساجدًا.

أيكون مشتاقًا إلى لقاء مولاه مصليًا؛ عبدٌ يدعوه الله إليها بنفسه فلا يجيب!

ما كانت هذه سُنة المحب ولا تكون أبدًا.

الحب توَقانٌ، الحب تلهُّفٌ، الحب هرولةٌ؛ واخجلتاه سيِّداه من وَهَن ذلك فينا.