معتقَد قلبي فيكم -يا أحبته-

معتقَد قلبي فيكم -يا أحبته- عجبٌ لعل أكثركم يَخالُه تهويلًا؛ أنه لو أجاب كل رسالةٍ وكل تعليقٍ وكل إشارةٍ لكل محبوبٍ منكم بنقوشٍ من دماء أورِدته تسيل راضيةً مرضيةً؛ ما سكن بهذا أن سعى في حقوقكم حق سعيه فاطمأن.

أصحاباه على الله والإسلام؛ هل يرضيكم مني إشهاد الله على ما أفضى به قلبي، وأن أدعوه لكم أن يجعل محلَّكم يوم تلقونه بين غفرانه ورضوانه، حفيظًا قلوبَكم على دينه حتى يتوفاها لا تُفتن ولا تزيغ، ومن أحببتم له استجابات الإله؟

ألا ليت الله يبسط لي في وقتٍ وقوةٍ؛ فأجلس إلى كل كلمةٍ جادت بها يمين مسلمٍ علي في عامٍّ أو خاصٍّ فأوفيها حمدَها! وإني لأطالع بعض ذلك فأقول: إيهًا يا حمزة! قد انسبغ ستر الله عليك حتى أحبك الخيار وتحنَّنوا إليك.

يا معشر المبتلَين في سبيل

يا معشر المبتلَين في سبيل الله؛ بهجرةٍ أو سَجنٍ أو إيذاءٍ في عملٍ أو غير ذلك، القابضين على أنواع الجمر غرباءَ بين الناس؛ اصبروا بالله، واصبروا لله، وسَلُوه الصبر مُفْرَغًا على قلوبكم؛ فإنه لا ينفعكم إلا فائضًا مسكوبًا، واسْعَوا مع الصبر لما ترجون من الله حق سعيه؛ فإن الله لا يحابي على سننه ملَكًا مقربًا ولا نبيًّا مرسلًا فكيف بمن دون ذلك! فإذا أشْفَت نفوسكم على الوهن -بغلبة البشرية عليها ولا بد من ذلك كل حينٍ- فقولوا لها: “هذا دينٌ يستحق البلاء في سبيله”.