لو يعلم المفرِّط في صلاة

لو يعلم المفرِّط في صلاة المسجد شوق أخيه الأسير إليها؛ ما فرَّط.

“ولا يزال قومٌ يتأخرون حتى يؤخرهم الله”، “لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ”.

أما يحذر المفرِّط في المسجد طَوْعًا؛ أن يُحال بينه وبينه في يومٍ كَرْهًا!

ومن أحق بهرولتي إلى بيته منك اللهم! ساعيًا على رأسي لا على قدمي.

لئن نسيت قليلًا أو كثيرًا؛ فلا أنسى حرارة فؤادي إبَّان سجني عاجزًا عن هذا.

ليست أمارةَ شيخوختك شعرتان تشتعلان

ليست أمارةَ شيخوختك شعرتان تشتعلان شيبًا في رأسك ولحيتك؛ لكنَّ أمارتها خصلتان تستويان سُوقًا في قلبك وعقلك: الزهد في معاتبة الأقربين قبل الأبعدين، وكراهية مماراة العقلاء قبل السفهاء؛ سعِد عبدٌ تعجل شيخوخته.

يا حبيبي؛ استغفارك من ذنبك

يا حبيبي؛ استغفارك من ذنبك مئة مرةٍ في دقائق -ن‍ادمًا عليه، عازمًا ألَّا تعود- خيرٌ لك من ساعاتٍ تشكو فيهن قسوة قلبك إلى من لا ينفعك إلا كلامًا، ولقد شكا جماعةٌ من الناس إلى المسيح ابن مريم -عليه صلاةُ الله- ذنوبهم يبكون منها، فقال لهم: “اتركوها؛ تُغفر لكم”؛ ذلك فِقه أنبياء الله كيف يُختصر الطريق.

معاذ الله أن ينقضي عجبي؛

معاذ الله أن ينقضي عجبي؛ كلما أدخلني مسجدًا له!

رب كيف تتركني أدخل بيتك؛ وأنت المحيط بسيئاتي خُبْرًا!

ألم تنهني ربي أن أُدخل بيتي غير تقيٍّ؛ غيرةً منك عليَّ مسلمًا!

كيف لم تمنعني شرعًا ولا قدَرًا من دخول بيتك أنت وكثيرًا؛ وأنا من أنا!

فمهما كثُر دخولي بيتك سأظل أعجب، لن آلَف هذا خجَلًا ووجَلًا.

لو لم تكن البَرَّ -والبَرُّ: من عَمَّ جُودُه البَرَّ والفاجر- لم تفعل.

رب فلا تحرمني دخول بيوتك غيرةً عليها، وزكِّني لها.

يا حبيبي؛ لو تعلم علم

يا حبيبي؛ لو تعلم علم اليقين ما لك عند ربك (في قلبك وقبرك ويوم تلقاه)، إذا أنت تركت معصيةً (قد جرَّبت لذتها، وأنت قادرٌ عليها) ابتغاء رضوانه الأكبر، لو تعلم ذلك؛ لكان التذاذُك بتركها أشدَّ منه بفعلها.

إن في الترك لذةً ذاق طعمها الكبار؛ فإن إرادة الترك أعصى على الإنسان من إرادة الفعل، وإنما السبق سبق التاركين، الذين قهروا بقاهرية الله أهواءهم؛ كيف إذا كان المتروك حرامًا، وكان المتروك له الله!

أعجب ما رأيت من ربي

أعجب ما رأيت من ربي في معاملتي: الإمهال والإلهام!

إمهاله إياي بعد معصيتي، ولو شاء عاجلَني بما أستحق من عقابٍ غيرَ ظالمٍ لي، ثم إلهامه إياي بعدها طاعةً من الطاعات أتوب بها إليه، ولو شاء ألا يلهمني إياها فعل؛ لكنه في كل معصيةٍ يمهلني ثم يلهمني، ولو لم يكن ربي غنيًّا لم يفعل، ولو لم يكن ربي كبيرًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي ودودًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي جميلًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي رؤوفًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي رحيمًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي كريمًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي برًّا لم يفعل، ولو لم يكن ربي توابًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي غفورًا لم يفعل؛ فتبارك ربي غنيًّا كبيرًا ودودًا جميلًا رؤوفًا رحيمًا كريمًا برًّا توابًا غفورًا وتعاظم! هو الله.

حدِّثوني عن أعاجيب ما أشهدكم الله في معاملته إياكم.