“هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ”. يا حبيبي؛

“هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ”.

يا حبيبي؛ إن فاتك أن تجعل الله أول أمرك -عوَّذتك بالله-؛ فاجعله آخره.

قد يفوت العبدَ حقُّ ربه أولَ أمره، وحقُّ الله في الطاعة: الفعل، وفي المعصية: الترك، وفي النعمة: الشكر، وفي البلاء: الصبر؛ لكنَّ محب ربه الذي يستدرك من قريبٍ؛ فيقضي الطاعة التي فاتته ويُجَوِّدها، ويتوب من المعصية التي قارفها توبةً نصوحًا، ويُحْدِث لله في آخر النعمة عبادةً حَسنةً تجبر مكسور شكره في أولها، ويُحْدِث له في آخر البلاء صبرًا جميلًا يصل مقطوع صبره عند بدايته، فهو يقول لربه بلسان قلبه: رب إن فاتني أن أجعلك أول أمري؛ فهأنذا أجعلك آخره.

لوْ لمْ تُرِدْ نَيْلَ ما

لوْ لمْ تُرِدْ نَيْلَ ما أرجو وأطلبُهُ ** مِنْ جُودِ كفِّكَ ما عودتني الطلبا

يا حبيبي؛ لا يلهمك ربك استغفاره إلا مريدًا لك الغفران، فمتى ذكَّر به قلبك فليلهج به لسانك، إنها ساعة رحمةٍ، وما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها! كيف بخير الناس عنده: المسلمين! أم كيف بخير رحمته عنده: الغفران!

أيدعو ذو المغفرة إلى المغفرة عبدًا أغرقته الخطايا؛ ثم لا يجاب!

كن أنت! هذه كلمةٌ يقولها

كن أنت!

هذه كلمةٌ يقولها لك الإسلام؛ كما تقولها لك الجاهلية.

يريد بها الإسلام منك اطِّراح التقمُّص لغيرك، واجتناب التكلُّف في قولك وعملك، وترك التشبُّع بما لم تُعْطَ، وتريد بها الجاهلية استخراج فجورك أفكارًا وأقوالًا وأفعالًا إلى آخر مثقال ذرة حياءٍ فطريٍّ فيك، حتى إن شياطينها ليُسَمُّون الكابِتِين فجورَهم استحياءً من الخلق منافقين! ألَا نِعم هذا النفاق يا دُعَّار.

تدري حبيبي! لو أني -صانني

تدري حبيبي! لو أني -صانني ربي- فرغت من شرب خمرٍ، فوجدتك -زانك ربُّك- تدخِّن؛ سأنكر عليك لا أتردد، وما حَرُم التدخين إلا لخبثه، لكن الخمر أمُّ الخبائث.

لا طاقة لقلب محبِّ الله بإسخاط أحدٍ إيَّاه وإن غُلِب هو على ذلك، وإنَّ عبدًا يدَع إنكار منكرٍ لأنه يقارفه أو أعظمَ منه؛ قد جمع إلى خطيئته وِزرًا أشدَّ جُرمًا.

تعجبون لسبِّ الأراذل وليَّ الله

تعجبون لسبِّ الأراذل وليَّ الله الصادع بالحق: سمير بن مصطفى!

فلئن رضي عن الشيخ عبيدُ القبور والقصور أشباهُ الذكران؛ لشككنا فيه.

إنه حَنَقُ العُهر على الطُّهر.

إنه ضِيقُ الفُسُولة بالرجولة.

إنها معاداة الرذيلة للفضيلة.

اللهم ربنا احفظ علينا سخط كُهَّان الطواغيت وخِرَقِهم، وامنعنا رضاهم.

لا غَرْوَ؛ اليوم لا ثورة، ثرثرةٌ وموجُ الرِّجز عالٍ، والظاهرون فوقه كُثُرٌ.