وهل يرجو العطب لأحبة الشام

وهل يرجو العطب لأحبة الشام اليوم؛ إلا الذي في قلبه مرضٌ!

حسْب الملتمسين لهم العنت من بيننا؛ أن أشبَهوا كفرة العلمانيين.

مولاي؛ املأ قُصودهم وأقوالهم وتُروكهم وأفعالهم توفيقًا، وقِهم الفتن.

حقيقٌ بمن لم يشرفه الإله بما شرفهم به عملًا؛ أن يَشركهم فيه رجاءً.

أمَّا قلبي -بنعمة ربي- فمُتْرَعٌ حبًّا لهم وأملًا فيهم وحذرًا عليهم.

طول مكث الناس في ظلمات الاستضعاف؛ طَرَّف قومًا إلى استمراء سوادها، وقومًا إلى استعجال كمال أضدادها؛ فالأولون احْلَوْلَى لهم الهوان فهم يعادون كل ساعٍ لإعتاقهم منه، والآخرون ظِماءٌ إلى التمكين فهم يحسبون كل مُتَأَنٍّ فيه يصدهم عنه، وأُولو الإسلام والنُّهى بين الوَكْس والشَّطَط يسترشدون الله.

تتلو علينا الشام من سورة

تتلو علينا الشام من سورة النصر آيةً.

اللهم كمالَ السورة، اللهم تمامَ الصورة.

ومن المسلمين كرامٌ خائفون الفرحَ، لا نستهزئ بهم.

إنما فرحتُنا بالحركة كيف كانت، لا جَرَم أن الحركة بركةٌ.

لله الحمدُ جزيلًا وعليه الثناءُ جميلًا؛ بما أغرى وليَّنا بعدوِّنا.

لعن الله السكون الذي يستديم العدو؛ كيف والأرض تغلي!

نرى كل نظامٍ لهم كَوْمَ زُبالةٍ مرتَّبًا، وبالفوضى نُنَظِّم ما نشاء.

الضامُّون قضاءات الرب في البلاد بعضًا إلى بعضٍ؛ يتباشرون.

فمن أخيبُ من مُتَهَجٍّ أحرُفَ المَاجَرَيَات معزولةً عن سائر الكتاب!

يا الله؛ كما أخرجت من أسراهم؛ فأخرج كل أسرانا، يدَك فوق أيدينا.

إنا لقومٌ نقرأ قدَر الله على قدْر الله، قرأنا القدَر: عمَّا يسيرٍ كلُّ أسيرٍ.

عمَّا يسيرِ زمنٍ يُخرج الله سائر الأسرى، إذا أراد شيئًا قيَّض له دواعِيَه.

يقاتلك عدوك فيما يرفضه، ثم يعاملك فاعلًا بما تفرضه؛ فلهذا فتهيَّأ.

أمريكا لا تبدئ وتعيد، ولا هي ذات العرش المجيد، ولا الفعَّالة ما تريد.

إلهَنا؛ لا مسكِّن لِمَا حرَّكت، آمنَّا بك المَلك؛ اجعل إيالات المقادير لنا خيرًا.

هل أتاك حديث صنعة المجاهدين!

هل أتاك حديث صنعة المجاهدين!

صنعة الحياة بالموت؛ يُزهقون أرواحهم ليحيا العالَمون.

تلك صنعةٌ قَصَرها المنَّان عليهم، وحَصَرها فيهم، “نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَآءُ”.

أيها الراسخون في الأرض الشامخون إلى السماء؛ لو كانت الأعمار توهب لوُهِبت لأجلكم، رخيصةً لكم نفيسةً بكم؛ أنتم النافعون بالذلة الأولياء، الضَّارُّون بالعزة الأعداء، حُرَّاسُ الديار حُفَّاظُ الأعراض صُوَّانُ الأموال حُمَاةُ الدين، مَن اجتباكم ذو الجلال والإكرام ببَيْع النفوس ابتغاء رضوانه الأكبر.

ما عَسْعَس على الإسلام ليلٌ، ولا تنفَّس على المسلمين صُبحٌ؛ إلا وأنتم أرضى أهل الأرض أعمالًا، وأشبهُهم بأهل السماوات أحوالًا، أهنأُ المؤمنين في الدنيا عَيْشًا، وأحظاهم في الآخرة جزاءً، قد أمسى الفرق بينكم وبين جميع مَن عَداكم جسيمًا، “وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا”.

لولا أنتم أينما كنتم لكُنا أَرِقَّاء صاغرين؛ في علِّيِّين شِبَعُكم كما تجوعون، وعند ربكم رِيُّكم كما تظمئون، ومِن لَدُنْه أمنُكم كما تخافون، ويوم زيارته أُنْسُكم كما تستوحشون، وفي سبيله ما تُقاسون من غرائب الأهوال وتُكابدون، لقد وجدتم ربكم كما لم يجده غيرُكم فما تفقدون! وقد أفلح السائحون.

عليكم سلامُ الله الذي معناه أمانُه مُمَسِّكين بالكتاب، ورحمتُه التي خيرُها غفرانُه مزاحمين بالشرف السَّحاب، وبركاتُه التي غايتُها رضوانُه هازمين بالثبات الأحزاب، وعلى من ناصركم فأدرج نفسه في أُولي الألباب، ولِمن عاداكم وخذلكم عذابُ الخزي في الدارين والتَّباب؛ عُذْنا بالله ولُذْنا.

توقيعُ أطفالٍ قعودٍ بكم يَكبرون، مهما جهلوا من الأمور فبأقداركم عالِمون.

لا جَرَم أنها طفولةٌ في جنب حاقِّ الرجولة حتى ندرككم.

لقد أتاك حديث صنعة المجاهدين.

هذه ساعة نزول الرب الأعلى

هذه ساعة نزول الرب الأعلى إلى السماء الدنيا، يقول: هل من سائلٍ!

اللهم إن سؤلي وسؤلَ كل وليٍّ للموحدين؛ أن تتولى عبادك المستضعفين في أكناف بيت المقدس، وفي لبنان، وفي السودان، وفي مصر، وفي الشام، وفي الصومال، وفي تركستان، وفي الإيغور، وأينما كانوا؛ بخير التولي وأوفاه.

اللهم عليك بطواغيت العرب، وطواغيت العجم، ومن والاهم من المرتدين والمنافقين؛ بصِّر بهم، وأعِدَّ لهم، وأمكِن منهم، وتبِّرهم تتبيرًا، والعنهم لعنًا كبيرًا، واجعلنا في هذا أسبابًا، وأعِذنا من موالاتهم طرفة عينٍ حتى نلقاك.

اللهم إني لا أعوذ بك من مجرَّد موالاة كفرة الروافض؛ بل ألوذ بأسوار عصمتك وأحتمي بسُرادقات مَنَعَتك أن أخرس عن موجِبات لعنِهم مخذولًا مرذولًا، وألحِق أحياءهم بنافِقيهم في لظى نزَّاعة الشَّوى؛ فإن ما دونها لا كافٍ ولا شافٍ.

اللهم أسرانا؛ ثبِّتهم، وآمِنهم، وعافِهم، وأنجِهم، وأعزَّهم، وأمدَّ أهليهم بخير مددك وأبقاه، واخلُفهم في آبائهم وأمهاتهم ونسائهم وذرياتهم بأكرم الخلف، واطْوِ أيام العناء ولياليه طيًّا، واجعل حبسهم فداءً لهم من كل رجزٍ وفتنةٍ.

رب إنه ليس ظنًّا بك أنك تسمع وتتقبل وتستجيب؛ بل يقينٌ أكملُ أتمُّ.

اللهم إنا نسألك لذَّة النظر

اللهم إنا نسألك لذَّة النظر إلى وجهك الأكرم في فردوسك الأعلى خالدين في رضوانك الأكبر أبدًا، فإن قلت لنا: بأي شيءٍ من أعمالكم تسألوني هذا كلَّه وقد علمتم أني أعددته لأنبيائي وأوليائي! فجوابنا إن أذنت لنا بالجواب: لا بشيءٍ من أعمالنا نسألك ذا، وهل أعمالنا إلا ما أحصيت من الخطايا موجِبات الخرَس والخجل! إنما نسألك ذا بعقيدةٍ أرسخَ من الرواسي الشامخات في ثلاثٍ؛ رحمتِك بنا وقدرتِك علينا وغناك عنا، ثم أنَّا نحب أنبياءك وأولياءك هؤلاء ونحب أحبابهم ونعادي أعداءهم، لولا ذاك ما خطر لنا على قلوبٍ سؤالُ شيءٍ من شيءٍ، وكيف لفقراء البواطن والظواهر أن يفعلوا! فإن لم تستجب لنا ربَّنا؛ فهو بعض ما نستحق من عدلك المقدَّس غيرَ ظالمٍ لنا ولك الحمد؛ لكن ستحرق النار جسومنا الواهنة ونذلُّ ونخزى، وإن استجبت لنا ربَّنا؛ فلا جديد منك، إنْ هو إلا كمالُ ما عوَّدتناه من فضلك ورأفتك ورحمتك ومَنِّك وبِرِّك وإحسانك وجبرك وكرمك وتمامُه ولك الحمد، ولنُحَدِّثن عنك أنبياءك وأولياءك يومئذٍ حديث المحروم عن سيده الذي أغناه، وحديث الكسير عن مولاه الذي جبره، وحديث الذليل عن ربه الذي أعزه، نثني عليك في دارٍ ليس كمثلها دارٌ بمحامد ليس كمثلها محامد؛ أنك أنت الله الذي ليس كمثلك شيءٌ، تسكب الثناء على ألسنتنا ماءً منهمرًا.

واغوثاه رباه! لا إله إلا

واغوثاه رباه! لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

اللهم لا يأس من فضلك ولا قنوط من رحمتك؛ أنَّى وأنت الله!

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم لا يأس من فضلك ولا قنوط من رحمتك؛ أنَّى وأنت الله!

واغوثاه رباه! لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

أمسِكْ بقلبكَ أنْ يطيرَ مُفَزَّعًا

أمسِكْ بقلبكَ أنْ يطيرَ مُفَزَّعًا ** وتولَّ عنْ دنياكَ حتى حينِ

سألت -وليتني ما سألت- حبيبًا قدَّر الرحمن له الحبس مع نفرٍ من المُجْتَبَين الأخيار ممن أعدمهم كفار مصر، بصَّر الجبار بهم وأعد لهم وأمكن منهم ولعنهم لعنًا كبيرًا، قلت له: صِف لي بعض ما عاينت من أحوالهم؛ فكتب إلي:

“الموت أخف عليهم من انتظاره، وأمل النجاة يشقيهم ولا يحييهم، وانتزاع إخوانهم من بينهم ليسبقوهم إلى الموت أشد عليهم من أن يساقوا هم إلى الموت ينظرون، إذا نودي على أحدهم لزيارةٍ؛ شك في أمره هل جاء أهله حقًّا ليضموه إليهم وليضمهم إليه! أم أن أقذر الخلق يكذبون عليه ليخرج معهم طائعًا ثم يغدرون به! وإذا سمع صوت مفتاحٍ من بعيدٍ ظن أنه صوت مفتاح الدار الآخرة؛ لكن بين يدَي باب الموت أمرٌ شديدٌ سمع عنه كثيرًا ولم يجربه”.

اللهم العن شيخ الأزهر الذي لا يغادر مقامًا أقامه فيه مألوهُه الطاغوت؛ إلا حرَّض فيه على الإرهاب (الذي ما هو إلا الإسلام الكامل الشامل)، وعلى الإرهابيين (الذين ما هم سوى مجاهدي طواغيت العرب والعجم)، والعن مفتي الديار الذي لا تُعدم نفسٌ في مصر المحتلة إلا بفتوى منه، والعن وزير الأوقاف، وسوِّد يوم التغابن وجوه برهامي وحسان والعدوي والجندي والأزهري الحنبلي وذاكر حنفي وعبد الغفار وسائر القبوريين والقصوريين، واقتصَّ منهم لكل مستضعفٍ خانوه بأقوالهم وفِعالهم، واغضب عليهم غضبًا كبيرًا إله الحق.

لئن نسي عقلي كل سؤالٍ

لئن نسي عقلي كل سؤالٍ سُئلته؛ فمحالٌ نسيان قلبي ذلك السؤال:

أمي لا تستطيع القراءة، وهي تحب القرآن، فكلما أرادت تلاوته فتحته فجعلت تُقَلِّب صفحاته، وتمسح بيمينها صفحةً صفحةً من أعلاها إلى أدناها؛ فما حكم هذا؟

الحكم أن تأخذ والدتك علمنا بالقراءة، وتعطينا من حبها للمقروء له.

هذا سؤالٌ جوابه الدمع إن ضَنَّ الدم.

كسؤالٍ سُئلته من مقاتلٍ بالشام أيام ثورتهم العظيمة: لا أستطيع مع شغلي بالقتال وخدمة إخواني مراجعة القرآن كما كنت؛ فما أصنع؟

يا أولياء الله؛ إني لَأُقَدِّس سؤالاتكم عن قراءة مثلي لها؛ كيف بجوابها!

سبحان من قدَر يوم السادس

سبحان من قدَر يوم السادس عشر من شهر يونيو؛ لأول تسجيلٍ للفقير!

هذا يوم ميلاد مولانا العظيم حازم أبو إسماعيل سنة ١٩٦١، فكَّ الله بالعز أسره وثبَّته وجزاه عن الإسلام وأهله خيرًا موفورًا، ويوم وفاة جدتي لأبي سنة ٢٠١٢، بعد استشهاد عمي بسنةٍ في السجن مقتولًا، تقبَّله الله وأبي شهيدين، وجعل صبرها عليهما سببًا إلى غفرانه الأكرم ورضوانه الأكبر، ويوم خروجي من داري وأهلي سنة ٢٠١٥، لعن الله مُخرِجيَّ لعنًا كبيرًا وأمكنني منهم، ويوم أبلى أهل السنة في طواغيت الشام بلاءً حسنًا فقتلوا منهم وأصابوا جزاءً وِفاقًا سنة ١٩٧٩، وأما غاية جلال اليوم ومنتهاه؛ فأنه يوم السابع والعشرين من شهر ذي القَعدة، وفي مِثله سنة ٨ هجريةً؛ دخل سيد الكونين والثقلين والفريقين -صلى الله عليه وسلم- المدينة التي نوَّر منها كل شيءٍ، راجعًا من غَزاة الطائف.

بأول تعليقين رابطا الحلقة في يوتيوب وتليجرام؛ غفر الغفور للفقير.